بوسطن كونسلتينج جروب تطلق تقريراً جديداً يسلط الضوء على أهمية إيجاد حلول لمواجهة تحديات التنقل في مدن الشرق الأوسط
سيؤدي تزايد عدد السكان وحصول الملايين على رخص القيادة إلى تفاقم الازدحام المروري وتلوث الهواء بالمدن الكبرى في السنوات المقبلة
سلط تقرير جديد أصدرته بوسطن كونسلتينج جروب، الضوء على واقع أنظمة النقل في المدن الكبرى حول العالم، مشيراً إلى اقتراب شبكات النقل الحضري العالمية من حافة الانهيار في المدن الكبرى، كما أن العديد من أنظمة التنقل الجديدة التي جرى تطويرها واعتمادها بهدف إصلاح المشكلات الأساسية وتحسين جودة حياة السكان باتت تخلق مشاكل وتحديات جديدة. وكشف التقرير، الذي حمل عنوان “حل تحديات التنقل في المدن الكبرى“، أنه طالما استمرت المشكلات المتعلقة بالتنقل مثل الازدحام المروري وتلوث الهواء، فإن التنقل الحضري سيستمر في التدهور، وبشكل رئيسي ينطبق هذا الحال على العديد من المدن حول العالم بما فيها عاصمة المملكة العربية السعودية الرياض.
يبلغ عدد سكان مدينة الرياض حالياً 4.9 مليون نسمة، أي أن نحو مليون سيارة تسير على طرق المدينة يومياً. تعاني الرياض اليوم من مشكلة الازدحام وهي مصنفة من بين أكثر المدن تلوثاً في العالم. وتؤكد هذه العوامل، بالإضافة إلى الاعتماد الكبير على السيارات والسوق المتوقع نموها بوتيرة أسرع مقارنة ببقية الأسواق حول العالم، على أهمية إيجاد حلول لمواجهة تحديات التنقل. ومن بين الدوافع الرئيسية للتوسع المتوقع في سوق الرياض، التوقعات التي تشير إلى انضمام سبعة ملايين إمرأة إلى قيادة السيارات بحلول عام 2025، إضافة إلى أن هناك نحو 35% من السكان ممن تقل أعمارهم عن 18 عاماً سيحصلون على رخص القيادة في المستقبل القريب، كما من المتوقع أن يصل عدد السكان إلى أكثر من ثمانية ملايين شخص بحلول عام 2030.
وقال جيوفاني موسكاتيلي، شريك ومدير مفوَض في بوسطن كونسلتينج جروب الشرق الأوسط: “يتطور المشهد الحضري بوتيرة متسارعة للغاية. ومع إمكانية توسيع شبكات النقل التقليدية وتحسين جودتها مثل المترو والترام والحافلات، إلا أن حلول منظومة التنقل الجديدة توفر وسائل تنقل أكثر استدامة. ويمكن أن تكون أنماط التنقل الآخرى كالسكوتر الكهربائي، وخدمات التنقل المشترك، والأنماط الناشئة الأخرى كالمركبات ذاتية القيادة وحلول التنقل كخدمة من خلال القنوات الرقمية، ركائز أساسية في نظام التنقل الحضري في المستقبل، لتصبح بدائل محتملة للسيارات”.
وجدت بوسطن كونسلتينج جروب في دراستها أن إنشاء نظام تنقل حضري فعال ومتكامل يبدأ بفهم توقعات ومتطلبات العملاء، حيث يبحث السكان اليوم عن حلول التنقل التي تساعدهم على أن يكونوا أكثر إنتاجية وقدرة على إنجاز مهام متعددة خلال رحلاتهم. علاوة على ذلك، فإنهم يبحثون عن حلول تنقل مستدامة وصديقة للبيئة تمنحهم الاستقلالية في السفر عندما يريدون، دون جداول زمنية صارمة. وعلى هذا النحو، ستستفيد مدينة الرياض من تعزيز منظومة التنقل “.
وقال إنغمار شايفر، مدير مشاريع في بوسطن كونسلتينج جروب في الشرق الأوسط: “إن التغيير على مستوى أنظمة التنقل مهم وضروري. ولتطوير منظومة التنقل الحضري يتعين فهم ما يريده المستهلكون بالفعل من نظام التنقل الخاص بهم، فضلاً عن أهمية توحيد الجهود بشكل فعّال بين المشغلين من القطاعين العام والخاص في منظومة النقل، لذلك تحتاج المدن إلى جهة تضمن مستوى عالٍ من التنسيق في قطاع النقل”.
ويعد المفتاح الرئيسي لحل التحديات التي تواجهها المدن هو تطوير منظومة شبكة التنقل تحت إشراف جهة تنسيقية، يمكنها فرض النظام من خلال اتخاذ القرارات المتعلقة بأدوار كل طرف معني على حدة، ووضع القواعد، وتحديد مزيج مثالي من وسائل التنقل المختلفة، ووضع رؤية شاملة، وتحديد مؤشرات الأداء الرئيسية المستهدفة مثل أوقات السفر، والانبعاثات، ومستويات السلامة. ويمكن أن تتخذ الجهة التنسيقية شكل شراكة بين القطاعين العام والخاص أو من خلال تعاقد البلدية مع القطاع الخاص ليتولى التنسيق.
وبجميع الأحوال سوف تكون الجهات التنسيقية مسؤولة عن عنصرين رئيسيين في نظام التنقل الحضري أو ستتولى توجيههم. العنصر الأول وهو نظام متكامل لإدارة التنقل يعمل على دمج بيانات البنية التحتية للتنقل في المدينة وجميع وسائل السفر العامة والخاصة. أما العنصر الثاني فهو واجهة العملاء الرقمية التي تجمع بين جميع خيارات التنقل، بما في ذلك أساطيل المركبات والقطارات والحافلات. وسيمكّن التحكم في هذه العناصر، الجهة التنسيقية من تحسين نظام التنقل في المدينة، والمساعدة في تلبية متطلبات تنقل المستهلكين، وإجراء تغييرات إيجابية على مستوى نظام شبكة النقل والنقل الجماعي وتعزيز سهولة الربط وإدارة حركة المرور.
ولتحقيق الاستفادة القصوى من مزايا وفرص التنقل الحضري في المستقبل، يجب على الأطراف المعنية من القطاع الخاص ومخططي المدن الاستعداد من خلال اتخاذ عدة خطوات أساسية:
- تحديد الطموح: يجب أن تقرر الجهة التنسيقية موقعها في المنظومة المستقبلية مع وضع رؤية شاملة لوضع المدن بالمستقبل.
- فاعلية الحوكمة: سيتعين على المسؤولين عن التنسيق وضع إجراءات تتناسب مع المتطلبات المستقبلية لتحديد أدوار جميع الأطراف المعنية، وضمان نتائج الأداء، والحفاظ على الزخم.
- الاستثمار في كفاءات جديدة: ستحتاج الجهة التنسيقية إلى بناء القدرات والمهارات التكنولوجية بعد تحديد الطموح ووضع نموذج الحوكمة.
- إبرام شراكات قوية: يعد التعاون الناجح ضرورياً لتقديم حلول تنقل أفضل وأكثر تكاملاً.
وأضاف إدواردو جيراسي، مدير مشاريع في بوسطن كونسلتينج جروب: “يجب أن تصبح السلطات البلدية في المملكة الجهة المسؤولة عن تنسيق منظومة التنقل الحضري وذلك لمنع اضطرابات التنقل الجماعي. ويمكن للمسؤولين من خلال إعادة ابتكار استراتيجيات جديدة والتنسيق بين الجهات المعنية من القطاعين العام والخاص، إنشاء شبكات نقل أكثر تطوراً وتكاملاً”.
نبذة عن شركة بوسطن كونسلتينج جروب
تتعاون بوسطن كونسلتينج جروب مع مجموعة متنوعة من الشركاء في مختلف قطاعات الأعمال والمجالات الاجتماعية والاقتصادية لمساعدتهم على تحديد التحديات وإيجاد حلول لها واستغلال الفرص ذات القيمة العالية. وكانت بوسطن كونسلتينج جروب رائدة على مستوى العالم منذ تأسيسها في عام 1963. وتساعد الشركة شركاءها اليوم على تحقيق التحول الشامل وإحداث التغييرات المعقدة وتمكين المؤسسات من النمو وتعزيز تنافسيتها في الأسواق وتحقيق الربحية.
تؤمن بوسطن كونسلتينج جروب أن الشركات التي تطمح إلى النجاح في سوق اليوم تحتاج إلى الجمع بين القدرات الإنسانية والرقمية. وتتميز فرقنا العالمية المتخصصة والمتنوعة بخبرات عريقة ورؤى ثاقبة عبر مختلف القطاعات والمجالات لإحداث التحول اللازم. وتقدم الشركة حلولاً متقدمة تتمثل في الاستشارات الإدارية المتطورة والتكنولوجيا والتصميم إلى جانب المشروعات الرقمية والمؤسسية والتجارية. تعمل الشركة وفق نموذج عمل تعاوني فريد يغطي جميع متطلبات العميل مما يسهم في تحقيق النتائج المنشودة التي تتيح للعملاء تحقيق المزيد من الازدهار والنمو.