إطلاق أداة “كود كاربون” مفتوحة المصدر لمساعدة المنظمات على تتبع الانبعاثات الكربونية للذكاء الاصطناعي
تعاون بين خبراء الذكاء الاصطناعي شركة “ميلا” ومؤسسة “BCG GAMMA” و”كلية هافرفورد” و”كوميت دوت إم إل” لإطلاق أداة تقيّم انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن الحوسبة السحابية والحد منها
طورت كلاً من شركة “ميلا” و”مؤسسة BCG GAMMA” و”كلية هافرفورد” وشركة “كوميت دوت إم إل” ضمن إطار التزامهم الرئيسي في التكنولوجيا المسؤولة، أداة “كود كاربون” “CodeCarbon”، وهي عبارة عن حزمة برمجيات مفتوحة المصدر لتقييم آثار ثاني أكسيد الكربون المعتمد على الموقع للحوسبة. حيث يمكن للذكاء الاصطناعي أن يفيد المجتمع من عدة نواحي، إلا أن كمية الطاقة اللازمة لدعم الحوسبة الضخمة التي تقف وراءه قد تؤثر بشكلٍ كبير على البيئة.
هذه الأداة تم تطويرها بالتعاون المشترك بين شركة “ميلا”، الرائدة عالمياً في أبحاث الذكاء الاصطناعي والتي تتخذ من مونتريال مقراً لها، ومؤسسة “BCG GAMMA“، الفريق العالمي المتخصص بعلوم البيانات والذكاء الاصطناعي، التابع لشركة بوسطن كونسلتينج جروب، و”كلية هافرفورد” في ولاية بنسلفانيا، وشركة “كوميت دوت إم إل”، الرائدة في توفير حلول التعلم الآلي. وتعد أداة “كود كاربون” حزمة برامج تتكامل بسلاسة في قاعدة بيانات “بايثون”. وتعمل على تقييم كمية ثاني أكسيد الكربون التي تنتجها موارد الحوسبة المستخدمة لتنفيذ الأكواد لتحفيز المطورين على تعزيز كفاءة الأكواد لديهم. كما تقدم المشورة للمطورين حول كيفية الحد من الانبعاثات عن طريق اختيار البنية التحتية السحابية في المناطق التي تستخدم مصادر طاقة منخفضة الكربون.
وعن هذه الأداة قال يوشوا بنجيو، مؤسس شركة “ميلا” والحائز على جائزة تورنغ: “يمثّل الذكاء الاصطناعي تقنية قوية وقوة داعمة للخير، ولكن من الضروري جداً أن ندرك تأثيره السلبي المتزايد على البيئة. يهدف إطلاق مشروع أداة كود كاربون إلى تحقيق ذلك، وكلي أمل في أن يلهم مجتمع الذكاء الاصطناعي في احتساب الانبعاثات الكربونية والكشف عنها والحد منها.”
وقال سيلفان دورانتون، العضو المنتدب والشريك في شركة بوسطن كونستلنج جروب، ورئيس مؤسسة BCG GAMMA عالمياً: “إذا كان التاريخ الحديث يمثل أي مؤشر، فإن استخدام الحوسبة بشكل عام، وحوسبة الذكاء الاصطناعي على وجه الخصوص، سيستمر في التوسع بشكل كبير في جميع أنحاء العالم. وعند حدوث ذلك، تمكّن أداة كود كاربون من مساعدة المؤسسات على التأكد من أن نسب زيادة انبعاثات الكربون ستكون بأقل قدر ممكن.”
حاجة المنظمات إلى هذه الأداة الآن
قد يتطلب تدريب خوارزمية قوية للتعلم الآلي تشغيل العديد من أجهزة الكمبيوتر لأيام أو أسابيع. وقد يكون الضبط الدقيق المطلوب لتحسين الخوارزمية من خلال البحث من خلال معايير مختلفة مكثفاً بشكل خاص. بالنسبة إلى أحدث البنيات الحديثة مثل مجموعة الهندسة المرئية (VGG) وتمثيلات التشفير ثنائي الاتجاه (BERT) ونموذج (GPT-3)، والتي تحتوي على ملايين المعايير ويتم تدريبها على وحدات معالجة رسومات متعددة لعدة أسابيع، قد يعني هذا وجود فروقات تقدر بمئات الكيلوجرامات من مكافئ ثاني أكسيد الكربون.
مساعدة المنظمات على الوفاء بوعودها المتعلقة بالحد من انبعاثات الكربون
تسجل الأداة مقدار الطاقة التي تستخدمها البنية التحتية الأساسية من مزودي السحابة الرئيسيين ومراكز البيانات المحلية المستضافة بشكل خاص. واستناداً إلى مصادر البيانات المتاحة للجمهور، فإنها تقيّم كمية انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن طريق الإشارة إلى كثافة الكربون من مزيج الطاقة للشبكة الكهربائية التي يتم توصيل الأجهزة بها. تسجل الأداة مكافئ ثاني أكسيد الكربون المقدر الناتج عن كل تجربة ويخزن الانبعاثات عبر المشاريع وعلى المستوى التنظيمي. يمنح هذا المطورين رؤية أكبر لمقدار الانبعاثات المتولدة من تدريب نماذجهم ويجعل كمية الانبعاثات ملموسة في لوحة معلومات سهلة الاستخدام من خلال إظهار مكافئات بأرقام يسهل فهمها مثل أميال السيارات التي تقطعها السيارات وساعات مشاهدة التلفزيون ومقدار الطاقة اليومية التي يستهلكها متوسط الأسرة الأمريكية.
مصدر مفتوح وقائم على المجتمع
تمثل القدرة على تتبع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون خطوة مهمة نحو المستقبل في قدرة المطورين على ترشيد استخدام موارد الطاقة، وبالتالي تحد من تأثير أعمالهم المتزايد على البيئة. يتوقع المطورون أن تساعدهم أداة “كود كاربون” أيضاً في تقديم قدر أكبر من الشفافية في مجتمع المطورين، مما يتيح لهم القياس ثم الإبلاغ عن الانبعاثات الناتجة عن مجموعة من تجارب الحوسبة. وعن هذا قال جوناثان ويلسون، البروفسور المساعد في الدراسات البيئية في كلية هافرفورد: “تعتمد الانبعاثات الكربونية للحوسبة على مكان إجراء العمليات الحسابية، ومقدار استهلاك الطاقة، وما إذا كان الوقود أو المصادر منخفضة الكربون تولد تلك الكهرباء. ستوضح أداة كود كاربون مكان تشغيل التعليمات البرمجية للحد من انبعاثات الكربون.” وقال نيكو لاسكاريس، المتخصص في علم البيانات في شركة “كوميت دوت إم إل”: “يحتاج مجتمعنا إلى الابتكار بمسؤولية أكثر، ويبدأ هذا بتتبع عملك وتطويره. تتيح أداة كود كاربون لعلماء البيانات وفرق العمل الاستمرار في بناء نماذج رائعة، ولكن باستخدام معيار جديد: الانبعاثات الكربونية لشركتهم.”
وقال الفريق الذي ابتكر هذه الأداة مفتوحة المصدر أيضاً أنهم يتطلعون إلى استخدام المطورين والباحثين لها والمساهمة فيها من خلال تعزيزها بقدرات جديدة. ويوصون المستخدمين بشدة بالإبلاغ عن مكافئ ثاني أكسيد الكربون لتجاربهم في الأوراق البحثية والمقالات والمدونات التقنية، وذلك لزيادة نشر الوعي بتأثير الحوسبة على البيئة.
إن الضرر المناخي الناجم عن انبعاثات غازات الاحتباس الحراري واضحة جداً. ويأمل مطورو أداة “كود كاربون” التي تقيس تأثير حوسبة الذكاء الاصطناعي على البيئة، أن تكون إحدى الطرق للمساعدة في الحد من انبعاثات الكربون.
نبذة عن بوسطن كونسلتينج جروب
تتعاون بوسطن كونسلتينج جروب مع مجموعة واسعة من الشركاء في مختلف قطاعات الأعمال والمجالات الاجتماعية والاقتصادية لمساعدتهم على تحديد التحديات وإيجاد حلول لها واستغلال الفرص ذات القيمة العالية. وكانت بوسطن كونسلتينج جروب رائدة على مستوى العالم منذ تأسيسها في عام 1963. وتساعد المجموعة شركاءها اليوم على التحول بشكل كامل وإحداث التغييرات المطلوبة وتمكين المؤسسات من النمو وتعزيز تنافسيتها في الأسواق وتحقيق الربحية.
تؤمن بوسطن كونسلتينج جروب أن الشركات التي تطمح إلى النجاح في سوق اليوم تحتاج إلى الجمع بين القدرات الإنسانية والرقمية. وتتميز فرقنا العالمية المتخصصة والمتنوعة بخبرات عريقة ورؤى ثاقبة عبر مختلف القطاعات والمجالات لإحداث التحول اللازم. وتقدم المجموعة حلولاً متقدمة تتمثل في الاستشارات الإدارية الرائدة والتكنولوجيا والتصميم إلى جانب المشاريع الرقمية والمؤسسية وتحويل الأهداف النهائية للأعمال إلى واقع ملموس. وتعتمد المجموعة نموذج عمل تعاوني فريد يغطي جميع متطلبات العميل مما يسهم في تحقيق النتائج المنشودة التي تتيح للعملاء تحقيق المزيد من الازدهار والنمو.