فراس سليم: “من الصُنع اليدوي إلى الإبداع الذهني، الثورة الصناعية الرابعة تُعيد تعريف القيمة الحقيقية لحلول الأعمال في العصر الحالي”

دبي، الإمارات العربية المتحدة، 2 يوليو 2025: كشفت دراسة جديدة أصدرتها شركة “فرتشو” للاستشارات والعلاقات العامة ومقرها دبي، عن ملامح تحوّل جذري في طبيعة الخدمات الاستشارية مع دخول العالم حقبة الذكاء الاصطناعي.
وتتوقع الدراسة بروز نوعين متمايزين من الحلول في السوق: الأول، حلول تنتجها خوارزميات الذكاء الاصطناعي بأسعار منخفضة لتلبية الاحتياجات الأساسية بكفاءة وسرعة؛ والثاني، حلول عالية الجودة وذات إصدارات محدودة، تُنتجها أدمغة بشرية وتتميز بالعمق التحليلي، والرؤية الاستراتيجية، واللمسة الإنسانية التي لا يمكن للذكاء الاصطناعي محاكاتها.
وبحسب “فرتشو”، فإن هذه الفئة الأخيرة ستصبح عنوان القيمة والتميّز في المستقبل القريب.
بدوره، قال فراس سليم، الرئيس التنفيذي لشركة “فرتشو”: “قبل الثورة الصناعية، كـانـت عبـارة Hand Made’صُنع يدويًا’ مرادفًا للجودة والندرة والتميّز. واليوم، وبينما نشهد الثورة الصناعية الرابعة بقيادة تقنيات الذكاء الاصطناعي، فإن حلول Mind Made ‘المُعَدّة ذهنيًا’—والتي تعتمد على التفكير النقدي، والابتكار الإنساني، والابداع البشري—ستغدو بمثابة الحلول ذات الجودة العالية في عالم الأعمال”.
وأضاف سليم: “في الوقت الذي يواصل فيه الذكاء الاصطناعي إحداث تحوّلات جذرية في مختلف القطاعات، فإن القيمة المستقبلية ستُمنح للحلول المُبتكرة يدويًا وفكريًا، والتي تعكس فهماً عميقاً للسياق، وخبرة إنسانية، وبُعداً إبداعياً لا يمكن استنساخه آليًا”.
وتقارن الدراسة بين التحول التاريخي في القيمة التي أُعطيت للحرف اليدوية بعد الثورة الصناعية، وبين ما يحدث اليوم مع الخدمات المعتمدة على العقل البشري في ظل التوسّع المتسارع للذكاء الاصطناعي. وتشير النتائج إلى أن الطلب سيرتفع على الخدمات التي تتميّز بلمسة إنسانية عميقة في القطاعات التالية:
- العلاقات العامة والاتصال الاستراتيجي: الذكاء الاصطناعي قادر على صياغة البيانات الصحفية، لكنه يفتقر إلى المهارات البشرية في إدارة السرد الإعلامي والتأثير في الرأي العام.
- الاستشارات ذات المستوى العالمي: مثلما تُميّز الحِرَف اليدوية العلامات الفاخرة، فإن خبرة الإنسان ستظل المعيار الأهم في الاستشارات عالية المستوى.
- إدارة الأزمات والسمعة: في بيئة إعلامية متقلبة، تبقى الكفاءة البشرية في اتخاذ القرار الأخلاقي والتعامل مع المواقف الحساسة أداة لا غنى عنها.
- بناء العلامات التجارية وسرد القصص: الذكاء الاصطناعي يُنتج المحتوى، لكنّه لا يُجيد بناء القصص التي تمسّ مشاعر الناس وتلامس قِيَمهم.
وأضاف سليم: “في عالم يُغرقه المحتوى المُنتَج آليًا، فإن التميّز سيكمن في القدرة على تقديم فكر استراتيجي وروح إنسانية تعكس الفهم العميق والتجربة المتراكمة”.
وتشكل هذه الدراسة نداءً مفتوحًا للشركات والمؤسسات لإعادة النظر في استراتيجياتها، وموازنة استثماراتها التقنية باستثمار نوعي في الطاقات الفكرية البشرية، لاسيّما في ظل التحديات المتعلقة بالثقة، والمصداقية، وحقوق الملكية الفكرية.
واختتم سليم قائلاً: “لطالما آمنت فرتشو بأن القيمة الحقيقية تكمن في العنصر البشري، وقد كرّست منذ تأسيسها قبل أكثر من 18 عامًا فلسفة تقديم اتصالات استراتيجية وعالية التأثير وإنسانية العمق—لا يمكن لأي خوارزمية أتمتة أن تضاهيها”.
تجدر الإشارة إلى أن شركة فرتشو للاستشارات والعلاقات العامة، التي تتخذ من دبي مقرًا لها، تُعّد من أبرز الأسماء في قطاع العلاقات العامة المؤسسية وإدارة السمعة والحملات الاعلامية في دولة الإمارات، ولها باع طويل في مواكبة التحولات الرقمية وصياغة المستقبل الإعلامي بأسلوب يعكس التوازن بين الأصالة والابتكار.