أكد الدكتور علي عبدالكريم العبيدلي، رئيس اللجنة الوطنية للتبرع وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية، وجود نقص شديد في الأعضاء المتبرع بها لإنقاذ حياة العديد من المرضى على مستوى العالم، داعيا كافة الدول والمجتمعات إلى ضرورة التعاون والتكاتف للوقاية من أمراض الفشل العضوي، خاصة فشل الكبد والرئتين والقلب والكبد والبنكرياس وغيرها.
وقال إن عمليات زراعات الأعضاء في كافة أنحاء العالم لا تمثل سوى 10% من الاحتياج العالمي، وهي نسبة قليلة جداً، لاسيما أن عددا كبيرا من الناس يفقدون حياتهم بسبب عدم توّفر الأعضاء البشرية، وانعدام وضعف ثقافة الحياة الصحية لديهم. جاء ذلك في الجلسة التي عقدها الجناح الإسباني مساء اليوم السبت في قاعة الاستدامة، بحضور نخبة من الخبراء الدوليين، ومجموعة كبيرة من الكوادر الطبية العاملة في الدولة بهدف التوعية بفشل الأعضاء وأهمية التبرع بزراعة الأعضاء لإنقاذ المرضى.
وقال الدكتور العبيدلي في تصريحات لفريق خدمة أخبار إكسبو: “دولة الإمارات العربية المتحدة تمكنت خلال فترة وجيزة عقب إصدار (برنامج التبرع بعد الوفاة)، من تسجيل ورصد العديد من قصص النجاح لعوائل وأُسر ساهموا في إنقاذ حياة الآخرين من خلال التبرع بالإعضاء، ومساعدة المرضى في بدء حياة جديدة يملؤها الأمل”.
أضاف: “سجلنا 39 متبرعا خلال عام 2021؛ وقد ساهم هؤلاء المتبرعين في إنقاذ حياة ما يزيد على 147 مريضا كانوا في أمس الحاجة لنقل وزراعة أعضاء جديدة لديهم”.
وأوضح العبيدلي أن برنامج التبرع بعد الوفاة في دولة الإمارات يُعد من البرامج الناجحة، نظرا لارتفاع معدلات الوعي الطبي والثقافة المتجذرة لدى كافة شرائح المجتمع بأهمية التبرع العضوي بعد الوفاه لدوره المهم في إنقاذ حياة الآخرين، مبينا أن البرنامج تربطه علاقات تعاون مع بعض الدول مثل المملكة العربية السعودية، والكويت، وجمهورية باكستان، في ما يخص عمليات نقل الأعضاء.
وحول أكثر الأعضاء تبرعا، أوضح العبيدلي أنه وفقاً للإحصاءات الطبية العالمية في هذا السياق، “فقد تم خلال عام 2019 تسجيل 153 ألف زراعة للأعضاء، من بينها فقط 100 ألف لزراعة الكليتين، يليها الكبد ثم القلب والرئتين والبنكرياس”، مبيناً أن أكثر الأعضاء الجسدية عرضة للفشل والتلف هي الكلى، نظرا لعدم اتباع الممارسات الطبية السليمة في المحافظة عليها.
وأشار إلى أنه سيتم في السادس والعشرين من الشهر الجاري تنظيم ماراثون مجتمعي في إمارة أبوظبي بعنوان “حياة”، بهدف التوعية بأفضل الممارسات العالمية للوقاية من فشل الأعضاء، والمحافظة على الحياة الصحية، موضحاً أنه بإمكان الجمهور إبداء الرغبة في التبرع بالأعضاء إذا كانوا يريدون ذلك.