دبي، 21 يناير 2022 – حثّت ميليسا فليمنغ، وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للتواصل العالمي، النساء في مختلف بقاع الأرض على أن يكنّ “نساء بحق”، وأن يستمتعن بهذا الاختلاف.
وخلال جلسة بحثت تحقيق مستقبل تسوده المساواة بين الجنسين، روت فليمنغ قصتها الخاصة، مشيرة إلى أنها عاشت حياة مهنية في مجتمعات صحيّة ربما لم تحظَ بها أخريات، باستثناء بعض المواقف المعتادة التي لم تؤثر عليها.
وقالت الدبلوماسية الأميركية السابقة، التي ألّفت كتابا ملهما بعنوان “هل الأمل أقوى من البحر؟”، إن أبرز ما يمكنها الإشارة إليه في هذا الخصوص هو بعض المعاناة التي مرت بها لكونها امرأة، وهي مواقف تعتقد أنها كانت هي نفسها السبب فيها، وهو ما ظنت في البداية أنه الطريقة المثلى للتعامل ضمن بيئة العمل.
وقالت فليمنغ للحضور، الذي ملأ قاعة المجلس في جناح المرأة بموقع إكسبو 2020 دبي في ظل إجراءات احترازية تتعلق بفيروس كورونا: “على سبيل المثال، حين حملت بطفلي، كنت أشعر بتوتر شديد لظهوري ببطن كبيرة أمام الناس، وأتساءل عما سيعتقده مديري أو ما سيقوله عني الناس”.
وأضافت: “كنت أحاول دائما أن أرتدي قناعا ذكوريا، لكني بدأت أشعر بانتمائي الأنثوي، وأنا أحمل طفلا في داخلي، وبدأت الأمور تتغير. وحين وضعت طفلي، كان عليّ أن أرضعه. يمكنني القول إني لم أتلقَّ سوى الدفء والتشجيع (في بيئة العمل المحيطة)، وهو ما شجعني على التصرف دوما كامرأة دون أن أضطر للتصرف كالرجال”.
وتابعت أنها تعمل بجد على نقل هذه الخبرة والتجربة لغيرها من النساء، خاصة ما يتعلق منها بفترة الحمل. يجب ألّا تشعر المرأة العاملة بالقلق من الحمل، وإن ساورها هذا الشعور، “فهي في مكان عمل غير مناسب”.
وأشارت المسؤولة الأممية أيضا لتجربتها مع سرطان الثدي الذي أصيبت به بعد فترة قصيرة من اختيارها للعمل ضمن الفريق الانتقالي للأمين العام الحالي أنطونيو غوتيريش.
وقالت: “حين تحتضنك الطبيبة، تدركين أن شيئا ما ليس على ما يرام. عشت فترة من الإنكار في البداية وبدأت ألوم ما يحدث لي في هذا التوقيت من نجاحي المهني، لكني قررت في النهاية أن أتعامل بقوة، وأن أولي الاهتمام لصحتي ولعائلتي، ولم يكن لهذا الأمر أي أثر على وضعي في الأمم المتحدة”.
واعتبرت فليمنغ أن تعليم الفتيات أمر “مهم بدرجة هائلة”، وأبدت أسفها لأن هذا الهدف الجوهري من أهداف الأمم المتحدة للتنمية كان من الجوانب التي تأثرت بشدة جراء جائحة كوفيد-19، وقال: “هناك أيضا المساواة والفرص، وهما أمران مهمان للغاية لتمكين المرأة”.
وروت فليمنغ قصة اللاجئة السورية دعاء الزامل، التي نجت على متن قارب غرق من ركابه أكثر من 500 شخص، ألقوا بأنفسهم في غياهب البحر فرارا من الحرب هناك.
وقالت فليمنغ: “إن دعاء، التي مات خطيبها وحب عمرها خلال الرحلة، أنقذت طفلين لا تعرفهما بعد أن عهد أهلهما لها بهما قبل أن يفارقوا الحياة”.
وأضافت وسط تأثر الحاضرين: “لعل دعاء تمسكت بالأمل في الحياة لتنقذ هذين الصغيرين. أليس هذا دليلا على أن الأمل أقوى من البحر؟”.