دبي، 23 يناير 2022 – اختتمت، يوم أمس، فعاليات أسبوع الأهداف العالمية في إكسبو 2020 دبي، التي انطلقت يوم 15 يناير الجاري بخطاب مهم لمعالي أمينة محمد، نائب الأمين العام للأمم المتحدة، أكد على أهمية مواصلة دفع الجهود لمحاربة أكبر التحديات التي يواجهها العالم حالياً.
وقالت معالي أمينة محمد في حفل الافتتاح: “إن الأمر متروك لكل واحد منا، أفرادا وجماعات، لتحويل هذه المشاركة إلى شراكات واستثمارات تحسّن حياة الناس بشكل ملموس في كل مكان”. مضيفة: “ومع دمج الأهداف العالمية في جميع فعاليات إكسبو 2020، لا يمكنني التفكير في مكان أكثر ملاءمة لنا لتجديد التزامنا المشترك بالوفاء بالوعود التي قطعناها على أنفسنا في عام 2015”.
وقد استضاف أسبوع الأهداف العالمية – الذي انعقد بالتعاون مع الأمم المتحدة خارج مدينة نيويورك للمرة الأولى في تاريخه – عددا لا من الفعاليات المميّزة التي أمكن المشاركة فيها حضوريا أو عن بُعد، والأنشطة، وتجارب الزوار التي لا تنسى، والتي يسلط كل منها الضوء على ضرورة العمل الجماعي، ومعالجة القضايا الملحّة بتحقيق أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر بحلول عام 2030.
وكان من ضمن المتحدثين في الفعالية الرئيسية “الأهداف العالمية للجميع” في ملتقى الإنسان وكوكب الأرض في منطقة الفرص في إكسبو 2020، ساندا أوجيامبو، المديرة التنفيذية للميثاق العالمي للأمم المتحدة؛ وجيروم فوستر، الناشط الأمريكي في مجال العدالة البيئية وأصغر مستشار للبيئة في البيت الأبيض على الإطلاق؛ ومعالي هيلين كلارك، رئيسة وزراء نيوزيلندا السابقة؛ وكل من مناصري أهداف التنمية المستدامة، كاتب السيناريو البريطاني، ريتشارد كيرتس، والممثلة الأمريكية روبن رايت.
مشاركة الجميع
وقد شارك افتراضيا في فعاليات الأسبوع بيل غيتس، الرئيس المشارك لمؤسسة بيل وميليندا غيتس، حيث قال: “إذا أردنا أن نصل إلى تحقيق الأهداف العالمية بطريقة حاسمة بحلول عام 2030، فإننا بحاجة لجعل عام 2022 وكل الأعوام التي ستأتي بعده، أعواما للعمل الجاد. يجب أن تتولى هذا الأمر الحكومات، والمؤسسات الخيرية، والمؤسسات غير الربحية والقطاع الخاص؛ وعلينا الالتزام بالعمل الجاد معا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في السنوات المقبلة”.
مثلت حملة قائمة المهام العالمية المنصة الشاملة لفعاليات الأسبوع، بتأطير كل فعالية في سياق أهداف التنمية المستدامة – قائمة المهام الأكثر شمولا للإنسان وكوكب الأرض، وبث الحيوية والنشاط في جميع أرجاء موقع إكسبو 2020 دبي عبر وضع ملصقات التعهدات والأنشطة التي تضم اللوحة الدائرية المميزة لألوان أهداف التنمية المستدامة.
التعاون والعمل التجاري الجريء
أثبتت استراتيجية العمل الجريء بشأن أهداف التنمية المستدامة، بدءا من الشركات وصولا إلى الأهداف فضلا عن استراتيجيات الاستثمار المسؤولة المتوافقة مع أهداف التنمية المستدامة، تلك الموضوعات الرئيسة التي ناقشها منتدى الأعمال بشأن أهداف التنمية المستدامة، والذي حضره كيانات صناعية من القطاعين العام والخاص.
وقالت ساندا أوجيامبو، المديرة التنفيذية للميثاق العالمي للأمم المتحدة: “نحن بحاجة إلى قادة الأعمال لاتخاذ قرارات جريئة بشأن العمل للمستقبل، وإلى أن تقوم الشركات بدمج أهداف التنمية المستدامة ضمن الاستراتيجيات المتبعة لديها، وإلى أن تقوم الشركات أيضا بمراعاة العوامل الخارجية الخاصة بالطريقة ذاتها التي يتعاملون بها فيما يخص خسائرهم التجارية”.
وبالمثل، اتفق المتحدثون في جمعية أفضل الممارسات العالمية لإكسبو 2020 دبي على أن الابتكارات التي تتناول أهداف التنمية المستدامة ال 17 بحاجة إلى الشراكة، والمساءلة، والتعاون إذا أُريد لها أن تتوسع وتُحدث تأثيرا أكبر في المجتمعات بشتى أرجاء العالم.
وشهدت الجلسة الافتتاحية لقمة المياه والغذاء والطاقة إصدار كل من الإمارات، والأردن، وهولندا إعلانا ثلاثيا يؤكد التزامهم بدعم نهج الترابط الذي يُحسّن من استخدام المياه والغذاء والطاقة، ويدعو سائر الحكومات الأخرى إلى أن تكون على دراية بالعلاقات المتبادلة والمترابطة بين هذه الموارد الحيوية الثلاثة.
وشهدت الجلسات الثلاث للمجلس العالمي التي أقيمت على مدار الأسبوع اجتماع قادة من الحكومات، والمؤسسات الاجتماعية، والأوساط الأكاديمية، والمنظمات الحكومية الدولية، لبحث المخاطر العديدة وصقل التقنيات الناشئة والطاقة المتجددة، تبادل المناهج المختلفة بشأن كيفية تجاوز العقبات وتخطي الحواجز من الشراكات المدفوعة بالقيمة إلى دحض الصور النمطية.
ودعما لكل هذه الجهود وتضافرها، تم تسليط الضوء على الحاجة إلى تحقيق المساواة بين الجنسين، وتمكين المرأة كعاملين جوهريين، ليس فقط من أجل الوفاء بحق من حقوق الإنسان، بل من أجل النهوض بالبشرية.
وقالت آر تي هون هيلين كلارك: “إن الإخفاق في تحقيق الهدف الخامس من أهداف التنمية المستدامة تحقيق المساواة بين الجنسين، يعني أننا أخفقنا في تحقيق تلك الأهداف برمتها، فعندما تكون المرأة أقل حظا في تلقي الرعاية الصحية والحصول على فرص التعليم، وأكثر عددا بين الأشخاص الذين يعانون الفقر والجوع، فلن يمكنك إحراز أي تقدم، أما عندما تحظى المرأة بالدعمالكامل، فإن هذا لا يقودنا إلى تحقيق المساواة بين الجنسين فحسب، بل يسهم أيضا وبشدة في ازدهار المجتمعات والأسر والاقتصادات العالمية”.
وتضمنت الفعاليات البارزة الأخرى التي أقيمت على مدار الأسبوع جلسة مهمة بعنوان “اتش تو أوه أصوات الأرض”، والتي أظهرت كيفية قيام المجتمعات في باراغواي بتعزيز القيم المستدامة والممارسات الجيدة للمواطنين عبر الموسيقى.
وقد بلغت فعاليات الأسبوع ذروتها بعرض فني حمل عنوان “الحوار بين الثقافات” قدمته شركة سيما دانس، والذي كان مشبعاً بقيم الكرامة والجنوح نحو السلام والحساسية تجاه كوكب الأرض وسكانه، شأنه في ذلك شأن الأهداف ذاتها.
ويستمر العمل نحو تحقيق الأهداف العالمية في كل أرجاء إكسبو 2020 دبي، وهو ما يدعم حركة من شأنها أن تساعد في تدشين مخطط لمستقبل الشعوب الجماعي الذي يؤثر بشكل إيجابي على الناس وكوكب الأرض.