دبي، 17 يناير 2022: على هامش فعالية نظمتها هيئة البيئة أبوظبي على مدرج تيرّا في إكسبو 2020 دبي، استضافت خلالها مجموعة من الإماراتيين والمقيمين الذين تمكنوا من السفر إلى القارة القطبية الجنوبية (أنتاركتيكا)، في إطار مبادرة “أضواء زايد”، التقى فريق خدمات إكسبو الإخبارية، مع المهندس عبدالله الحسام، مدير شؤون المفوض العام في إكسبو 2020 دبي، وأحد الإماراتيين الذين تمكنوا من الوصول إلى القارة القطبية الجنوبية، حيث دار معه هذا الحوار:
مالذي دفعك لخوض تجربة السفر إلى القطب الجنوبي؟
أنا بطبيعتي شخص محب للاستكشاف، وأنتمي في الوقت نفسه، لدولة الإمارات التي تدعم تعليم وتطوير وبناء الإنسان، كما أنها تسعى لخوض سباق الريادة في مجالات الأبحاث والعلوم والرحلات الاستكشافية، لذا أحببت المشاركة في هذه المبادرة التي تسعى لتحقيق عدة أهداف مثل التعرف على الآثار التي يسببها التغير المناخي، واستهلاك الطاقة وغيرها من القضايا العلمية، عن طريق معايشة الوضع على أرض الواقع، والعودة بخبرات وتجارب مختلفة.
كيف تصف لنا رحلتك؟ وماهي الصعوبات التي واجهتك خلالها؟
كانت رحلة صعبة ومليئة بالتحديات، لكنها في الوقت نفسه تجربة غامرة وتمنح الإنسان شعورا لا يوصف بالقدرة على الإنجاز. وبداية الصعوبات كانت في الحصول على الموافقة للتمكن من المشاركة في الرحلة، إذ كانت تلك الموافقة مشروطة باجتياز عدة اختبارات ليست بالبسيطة، ومن ثم السفر في ظروف جوية صعبة، وفي رحلة طويلة وصولا لأبرد مكان على وجه الكرة الأرضية، فأنتاركتيكا هي قارة متجمدة طوال العام، وهذا بعكس طبيعة بلادنا، وخلال الرحلة رأيت آثار التلوث البيئي، ووصول المخلفات البلاستيكية للقطب الجنوبي. لكنني تعايشت مع التجربة رغم قسوتها، وكنت حينها أدرس عن التغير المناخي لذا فقد أفادتني التجربة كثيرا، كما تم منحي لقب سفير التغير المناخي وشاركت في مفاوضات الأمم المتحدة للتغير المناخي في مؤتمر باريس COP 21. ومن بعدها قمت بتلبية عدة دعوات لإلقاء محاضرات عن التغير المناخي وموضوعات أخرى في المدارس والجامعات وفعاليات بيئية مختلفة.
ما الذي تغير في حياتك بعد سفرك للقطب الجنوبي ؟
زاد اهتمامي بعد هذه الرحلة بالآثار المترتبة على التغير المناخي، وأصبحت أكثر اهتماما بالمؤتمرات العالمية لتغير المناخ وما شابهها، كما شاركت في إعادة تدوير المخلفات البلاستيكية من خلال مصانع مختصة قمت بإنشائها. بالإضافة لذلك ساهمت في إقامة مشروع لاستزراع المرجان، بهدف خلق بيئة مستدامة لتكاثر الكائنات البحرية وتنقية مياه البحر.
وعلى المستوى الشخصي، بعد عودتي من رحلتي، أعدت تعريف أغلب المصطلحات من حولي، حيث تغيرت معاني الخوف، والتعب، والألم بالنسبة لي، لأنني عشت خلال الرحلة أوضاعا أكثر صعوبة مما يواجهني في حياتي الاعتيادية، وكذلك تغيرت لدي مفاهيم العزيمة والإرادة وقوة التحمل واتخاذ القرار المناسب، لأني اختبرت كل هذه المعاني بنفسي خلال هذه الرحلة، وباختصار يمكنني القول بأنني استكشفت نفسي، وخرجت من التجربة بشخصية أقوى وعزيمة أكبر.
ما هي الكلمة التي توجهها للشباب واليافعين من خلال تجربتك في الحياة؟
أقول لهم بأن الحياة هي مغامرة استكشافية، ومثل السفر للقطب الجنوبي، قد لا تأتيكم فرصة استكشاف أمور جديدة سوى مرة واحدة في العمر، مثل إكسبو 2020 دبي على سبيل المثال، فهو حدث استثنائي لن يتكرر لأن له مذاق خاص ورؤية مختلفة. لذا أدعوهم جميعا لزيارة واستكشاف كل ما يقدمه إكسبو 2020 دبي من أنشطة وفعاليات وعروض، فإكسبو مذهل بكل تفاصيله، ويمنح الزوار فرصة غير اعتيادية للتجول حول العالم أجمع في مكان واحد، وخاصة في ظل الظروف الحالية.