دبي، 14 يناير 2021 – ناقش خبراء من عدة بلدان إمكانية حل التحدي المتمثل في الحد من انبعاثات الكربون الناتجة عن وسائل النقل في المدن الذكية عبر التحول التدريجي إلى الهيدروجين والطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية، وذلك في تيرّا – جناح الاستدامة، ضمن فعاليات أسبوع السفر والاتصال في إكسبو 2020 دبي.
الدكتور هايلي راجاماني، رئيس برنامج مجموعة الطاقة المستدامة والشبكات الذكية في جامعة ولونغونغ في دبي، أشار إلى احتياجات البلدان النامية، التي لا تزال بصدد بناء البنية التحتية، قائلا: “يواجه معظم الناس انقطاع التيار الكهربائي ويضطرون إلى الاحتفاظ بمولدات الديزل والغازولين الاحتياطية، ما ينتج عنه الكثير من انبعاثات الكربون والتلوث والضوضاء. يمكن أن تسهم الطاقة النظيفة في تقليل هذه الانبعاثات”.
من جهته، يرى باسكال بيريز، مدير مرفق البنية التحتية الذكية بجامعة ولونغونغ في أستراليا، أن إزالة الكربون عن وسائل النقل تتعلق بالحوكمة الرشيدة والتوجيهات والاستثمارات المتسقة وتنسيق الوقت. وقال: “في أستراليا على سبيل المثال، اعتماد السيارات الكهربائية منخفض للغاية والحكومة بحاجة إلى صياغة سياسات من شأنها أن تدفع الناس إلى اتخاذ إجراءات. مثلا، كم سيكون عدد الأشخاص الذين يرغبون في إنفاق أكثر من 40 دقيقة لشحن سيارة في محطة شحن”.
أما تاي كريستوفر، مدير شبكة مستقبل الطاقة في جامعة ولونغونغ في أستراليا، فقال: “بغض النظر عما إذا كان نزع الكربون عن النقل يحدث من كهربة قافلات السيارات، أو من استخدام الهيدروجين للمركبات الثقيلة، أو مزيج من الاثنين، فهو مصدر وقود للكهرباء لا يقل أهمية عن أي عامل آخر… الحقيقة أن الكهرباء والهيدروجين كمصدرين للوقود، واستخدام الوقود الحيوي، جميعها أمور لها أدوار تكميلية تلعبها في مستقبل إزالة الكربون من قطاع النقل”.
أما عن الوضع في لبنان، فاعتبر الدكتور عماد حب الله، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لاستثمارات الأعمال واستراتيجيات التنمية (B.I.D.S) ووزير الصناعة اللبناني السابق، أن التحول إلى نظام نقل أكثر استدامة يعتمد بشكل أقل على الوقود الأحفوري هو حل جذّاب للغاية للبنان، كذلك ظهور سيارات كهربائية. وقال: “بغض النظر عما نفعله، نحتاج إلى أخذ الوضع الحالي في لبنان في الاعتبار، لأن الوضع الحالي لشبكة الكهرباء يمثل تحديا كبيرا… إذ يصل طلب لبنان إلى 3.6 غيغاوات، بينما لا تتجاوز طاقته التوليدية حاليا 1.67 غيغاوات، ويقلل الوضع المالي الحالي من قدرة توليد الطاقة”.
بلقيس الداغر، مديرة e-Solutions في ABB، أوصت بنهج مختلف لإزالة الكربون من وسائل النقل، وقالت: “لماذا لا ننظر إلى عدم القيادة على الإطلاق، أو هيكلة المدينة بطريقة لا تكون فيها سيارات على الإطلاق، أو في البلدات والمناطق. نحتاج حقا النظر إلى مستوى أعلى وتشجيع الناس على التجول والتحرك فقط سيرا على الأقدام، أو ربما باستخدام دراجاتهم. والطريقة الأخرى هي تشجيع هذا الجمهور على استخدام وسائل النقل العام. في الحقيقة، أعرف الكثير من الأشخاص الذين توقفوا عن القيادة بسبب وجود المترو والترام. والعمل عن بعد هو طريقة أخرى لعدم استخدام سيارتك مطلقا”.
تطرق الخبراء أيضا إلى ضرورة تغيير طريقة تفكير الناس وعقليتهم تجاه استخدام السيارات الكهربائية والنقل العام، وإلى ضرورة تعاون القطاع الخاص مع القطاع العام لتأمين البدائل المناسبة للحد من انبعاثات الكربون.