دبي، 9 يناير 2022 – أعادت جائحة كوفيد-19 تعريف مفهوم الاتصال العالمي، حيث أثرت على حركة السفر والتجارة الدولية في وقت كان العالم يقف فيه على أعتاب العقد الثالث من القرن الحادي والعشرين. لكن، كيف يمكن للمجتمعات في جميع أنحاء المعمورة الانخراط وتبني نهج جديد للتنقل في عالم تغير للأبد في خضم واحدة من أشد الفترات اضطرابا في التاريخ الحديث؟
يتناول إكسبو 2020 دبي موضوع التنقل، بصفته أحد الموضوعات الفرعية الثلاثة، كمجال أساسي لبناء عالم أفضل وجعل حركة البشر والبضائع وتبادل الأفكار أكثر كفاءة وفعالية، سواء على أرض الواقع أو افتراضيا. وليس ثمّة دليل أكثر وضوحا من تجربة الزائر المبهرة في جناح التنقل – ألِف، أحد أجنحة الموضوعات الثلاثة في إكسبو 2020 دبي، والذي يصحب الزوار في رحلة عبر الزمان والمكان لاستكشاف كيفية تفاعل البشر والبضائع والأفكار والبيانات بطريقة تزداد تعقيدا أكثر من أي وقت مضى.
وعبر استعراض قصة التنقل العالمي بطرق غامرة وملهمة، تظهر التجربة الدور المحوري لدولة الإمارات العربية المتحدة والعالم العربي بأسره في تقدم البشرية، في رحلة تشمل كل شيء، من استكشاف التاريخ العريق إلى مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، وما بعده.
تبدأ تجربة الزائر قبل 4500 سنة في “ساروق الحديد”، تلك المنطقة الواقعة في صحراء دبي، والتي كانت تربطها علاقات واسعة مع مناطق الخليج والشام وغرب آسيا، وهو ما يبرهن على الأهمية الاستراتيجية الراسخة لهذه المنطقة. ينتقل الزوار بعد ذلك إلى العصر الذهبي للحضارة العربية، حيث يتعرفون على أثر المنطقة على تقنيات اليوم، وذلك من خلال هياكل مصممة بشكل معقد بطول تسعة أمتار لمبتكرين عرب، ومن بينهم الملاح العربي ابن ماجد والمستكشف الشهير ابن بطوطة، وقصص اكتشافاتهم. تأخذ الرحلةُ الزوار بعد ذلك إلى القرن 21، ليجدوا أنفسهم في عالم افتراضي مليء بالبيانات، قبل أن ينتقلوا إلى مدينة المستقبل، مع تقديم لمحة عن ما قد يصبح عليه التنقل في المستقبل.
تمثل الرقمنة العمود الفقري لأسبوع السفر والاتصال القادم في إكسبو الدولي، حيث يجمع شخصيات رائدة في هذا القطاع، ومبتكرين، وصنّاع سياسات من شتى أنحاء العالم. وأسبوع السفر والاتصال هو أحد أسابيع الموضوعات العشرة التي ينظمها إكسبو 2020 دبي في إطار برنامج الإنسان وكوكب الأرض -ويمتد من 9 حتى 15 يناير – وينعقد هذا الأسبوع بعد عامين تقريبا من بدء الجائحة في تغيير طبيعة السفر العالمي، مما أدى إلى تحويل نهجنا في الاتصال عالميا.
واستناداً إلى اعتقادنا بأن الاتصال لا يقرّب بيننا جميعاً فحسب، بل يشكل أيضا الركيزة الأساسية للمجتمعات الصحية والمتمكنة، سيستهدف برنامج الأسبوع تناوُل القضايا الرئيسة المهمة لصناع السياسات في العالم، وقادة الأعمال وصُناع التغيير.
مع تنامي دور الاتصال الرقمي في حياتنا على مدى السنوات الأخيرة، لم يسبق قط أن حدثت تلك الفجوة. ومن خلال استكشاف الوسائل التقنية التي تشكل مستقبل الاتصال المادي والرقمي على مدار 182 يوماً، فإن ما يقدمه إكسبو 2020 دبي على أرض الواقع، بما في ذلك جناح التنقل – ألِف، بجانب برنامج الفعاليات في الموقع بأكمله، يسلط الضوء على حقبة جديدة من التنقل. يأتي هذا في فترة أكثر ارتباطا بهذا الموضوع من أي وقت مضى.