خلال الجلسة الحوارية الأولى لعام 2021
سلطت الحلقة النقاشية الأولى لمجموعة عمل الإمارات للبيئة في العام 2021، التي إلتأمت يوم امس 21.2.2021 تحت عنوان “الاستدامة و الرعاية الصحية: العلاقة المتبادلة“، الضوء على ازدهار قطاع الرعاية الصحية عالمياً في ظل جائحة فيروس كورونا المستجد، و أهمية الاستدامة داخل نظام الرعاية الصحية.
و أكدت السيدة حبيبة المرعشي رئيسة المجموعة خلال الجلسة أن “جائحة كوفيد-19 قد أثرت على الحياة و الأنظمة و الاقتصادات بطرق لا يمكن تصورها، حيث أظهرت بوضوح الحاجة الملحة لإجراء محادثات عالمية تتساءل عن حالة أنظمة الرعاية الصحية “.
و أضافت السيدة المرعشي: “ظل قطاع الرعاية الصحية في دائرة الضوء منذ أكثر من عام حتى الآن و أصبح الموضوع الاكثر تداولا من أي وقت مضى، و يواجه قطاع الرعاية الصحية تحديات كثيرة منها مشكلة التخلص من النفايات الطبية و غيرها و إدارتها، كمعدات الوقاية الشخصية و المطهرات و المعدات الطبية، و غالبًا ما تكون جميع المواد ذات الصلة مصنوعة من مشتقات بلاستيكية و التي لا يمكن إعادة تدويرها بشكل صحيح. و قد أدى ذلك إلى نقاش واسع النطاق حول الاستدامة داخل نظام الرعاية الصحية و العلاقة بين الاستدامة و نظام الرعاية الصحية ككل، من إدارة النفايات إلى استهلاك الطاقة إلى نمط الحياة الحديث و الفوائد و المخاطر الصحية المرتبطة بها.
و قد استندت المجموعة في اختيارها للمتحدثين من شبكتها القوية من الكيانات لدعوة خبراء متخصصين لطرح و مناقشة هذه القضية المهمة من جوانبها المتعددة. حيث دعت الدكتور منصور حبيب، استشاري طب الأسرة و الصحة المهنية ، رئيس قسم الاستدامة و سعادة الموظفين في شركة الإمارات للاتصالات المتكاملة “دو” لإدارة الجلسة التي ضمت البروفيسور إبراهيم محمد إينوا، أستاذ التشريح و العميد المشارك للتعليم في جامعة محمد بن راشد للطب و العلوم الصحية (MBRU) و الدكتور ساتيش كوسوري، ممارس عام متمرس و يقدم حالياً خبرته لمتطوعي أستر للخدمات الطبية المتنقلة و السيد فرانسيسكو رامالهيرا ، مدير تطوير الأعمال و التسويق في شركة اينوفا ENOVA لمناقشة هذه القضايا.
قدم كل مشارك لمحة عامة عن العلاقة المتبادلة بين الاستدامة و التنوع البيولوجي و الرعاية الصحية و خبرتهم حول هذا الموضوع.
و قال المتحدثون أنه غالبًا ما يُنظر إلى قطاع الرعاية الصحية في عزلة، و قد أثبتت الجائحة أن هذه مغالطة و من خلال النظر إلى قطاع الرعاية الصحية و تفاعله مع بيئته، يمكننا الانتقال إلى مجتمع أكثر صحة و استدامة. مع الابتكارات الجديدة و الرقمنة المستمرة، أصبحت الرعاية الصحية في متناول شريحة أكبر من السكان و أكثر أمانًا،
و ذكر المتحدثون ان دولة الإمارات العربية المتحدة قد خطت خطوات كبيرة في مواجهة الوباء استعدادًا لنظام رعاية صحية أكثر استدامة في المستقبل، حيث أنشأت نظام رعاية صحية متكاملًا و ابتكرت في مجال الرعاية الصحية عن بُعد و الرعاية الصحية عن بُعد.
ألقت المناقشات الضوء على مدى تغيير كوفيد-19 للتفكير حول هذا الموضوع، حيث أجمع المشاركون أن الأجيال الشابة بالفعل أكثر وعيًا بموضوع الاستدامة، و أن جعل الاستدامة عنصرًا أساسيًا في المناهج الدراسية في كليات الطب لن يؤدي إلا إلى تعزيز ذلك كما سيؤدي في المستقبل إلىال مزيد من التغييرات و الابتكار و نهج أكثر شمولية للطب.
تبع العروض التقديمية مناقشة فاعلة مع أسئلة من الحضور حيث تم طرح قضايا مثل عدم المساواة و إمكانية الوصول لخدمات الرعاية الصحية و كذلك جودة خدمات الرعاية الصحية و ما الى ذلك . و ما الذي يجب القيام به لضمان التخلص السليم من النفايات و الحد منها في هذا القطاع و ما هي الخيارات الأخرى الصديقة للبيئة المتاحة لعامة الناس. دور صناعة الرعاية الصحية كمساهم رئيسي لغازات الدفيئة (GHG) ، و كيفية جعل مرافق الرعاية الصحية أكثر كفاءة في استخدام الطاقة و العديد من الأسئلة الأخرى التي تثير التفكير و التي طرحت امام المتحدثين. و شارك العديد من الحضور اقتراحات جيدة للغاية حول الموضوع.
مجموعة عمل الإمارات للبيئة هي مجموعة عمل مهنية، تأسست في عام 1991 و هي مكرسة لحماية البيئة من خلال وسائل التعليم و برامج العمل ومشاركة المجتمع. يتم تشجيع و دعم المجموعة بنشاط من قبل الهيئات الحكومية المحلية و الاتحادية المعنية. و هي أول منظمة بيئية غير حكومية في العالم الحاصلة على شهادة ISO 14001 و الوحيدة من نوعها في دولة الإمارات العربية المتحدة ذات الوضع المعتمد لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (UNCCD) و برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) . هي أيضاً عضو في الميثاق العالمي للأمم المتحدة (UNGC) و الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة (IUCN)