مع دعم كامل من عائلتها لمواجهة “كوفيد-19”
- كرم مكتب فخر الوطن الممرضة المخضرمة زينب أحمد فهيم العاملة في مركز السيطرة على الأمراض المعدية التابع لوزارة الصحة ووقاية المجتمع في أم القوين لجهودها الكبيرة في مواجهة كوفيد -19.
أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة، 31 يناير 2021: شهد العام 2020 ظهور الكثير من الأبطال على الخطوط الأمامية والذين كانوا جزءاً من نجاحنا في تجاوز هذه المحنة من خلال تضحياتهم في سبيل حماية مجتمعنا وسلامتنا بكل إيثار. تعود الممرضة زينب أحمد فهيم بالذاكرة للحظة التي قررت فيها أن تبدأ حياتها المهنية في هذه المهمة الإنسانية والتي تفصلها عنها عقود خلت، تستعيد لحظة جلوسها إلى جانب سرير والدها في المستشفى، ودهشتها الممزوجة بالإعجاب من تفاني الممرضات وإخلاصهن في الحفاظ على حياة الناس، والاحترام الكبير اللائي حظين به من المرضى وأسرهم ومن كل الطاقم الطبي.
وتقول زينب: ” كان والدي يقول دائمًا إن الملائكة تَحُفُّ الممرضات. وكان يحلم بأن تصبح أحد بناته ممرضة. وتخصصت أخواتي كلهن في مجال التجارة والأعمال، أما أنا فقد حققت حلمه”.
كرم مكتب فخر الوطن زينب البالغة من العمر 52 عامًا، بعد رحلة عطاء ممتدة لأكثر من ثلاثة عقود من العمل كممرضة في دولة الإمارات، وذلك ضمن تكريم ودعم المكتب لأبطال الخطوط الأمامية لقاء ما بذلوه من جهود استثنائية لحماية صحة الناس أثناء جائحة كوفيد-19.
حيث تتفانى زينب ومعها مختلف أفراد الطواقم الطبية أخصائيي الرعاية الصحية ومختلف العاملين في خط الدفاع الأول في الدولة في عملهم، سيما مع استمرار انتشار الحالات الإصابة بالفيروس، حيث تتواصل ساعات عملهم وتضحياتهم بحياتهم العائلية لمساعدة الآخرين.
وعن الأيام الأولى للجائحة تقول زينب: “لقد كان من الطبيعي بالنسبة لي أن أكرس نفسي لخدمة مرضاي عندما تم الإعلان عن انتشار فايروس كوفيد-19. وكمعظم الناس، شعرت حينها بصدمةٍ بالغةٍ كوننا لم نشهد وضعًا مشابهًا من قبل. وعلى نحوٍ يومي، كان يتم تزويدنا بمعلوماتٍ وتفاصيل جديدةٍ عن المرض الجديد الأمر الذي سبب لنا خوفًا يضاهي ذلك الناشئ عن المرض نفسه”.
وتستطرد بقولها: “عندما أبلغني مستشفى أم القوين عن أولى الحلات المشتبه بإصابتها، اتخذت الإجراءات الضرورية على الفور، فقمت بالتواصل مع المريض وعرفته بنفسي وشرحت له التفاصيل المتعلقة بالإصابة بفايروس كوفيد-19، وسألته عن الأعراض التي يعاني منها، فأخبرني أنه يعاني من ارتفاعٍ بسيط في درجة الحرارة وأن نتيجة فحصه كانت إيجابية، فكان علينا أخذه للحجر الصحي، والحمد لله تعافى المريض ولا نزال نتبادل معه الرسائل”.
استعانت زينب على مواجهة الجائحة بخبرتها الطويلة الممتدة زهاء الـ 31 عاما من العمل كممرضة في دولة الإمارات. حيث عملت في البداية في مستشفى القاسمي في الشارقة، في قسم الطوارئ والحوادث، لمدة سبع سنوات، ثم انتقلت للعمل في مركز السيطرة على الأمراض المعدية في مجمع الطب الوقائي في إمارة أم القوين، وتعمل به حتى هذه اللحظة. حيث تتولى مسؤولية متابعة كافة الأمراض المعدية في الإمارة، إلى جانب الإشراف على التطعيمات والأمراض السارية وهو ما أفادها في مواجهة كوفيد-19.
وتشير زينب للعمل المتواصل الذي أسند إليها قائلة: “لم نكن نميز الليل من النهار. وبفضل الله تعالى لم أشعر لحظةً بالخوف، لا سيما كوني معتادةٌ على العمل مع الأمراض المعدية، كنت أستريح لتعافي المرضى. ومدحني زملائي ورؤسائي وأشعروني بأني مهمة، كانوا يقولون لي: “يلا زنوبة …ما شاء الله”. لقد رفعوا روحي المعنوية في عز حاجتي لذلك”.
وأرادت زينب رد الفضل لأهله فشكرت زوجها على تحمله اشغالها عن البيت وتفرغها لمواجهة الجائحة فقالت: ” أشعر بالامتنان الأكبر لزوجي لما قدمه لي من دعم، ولعائلتي التي حفزتني وشجعتني على مواصلة التقدم. كنت أنسى أن آكل في بعض الأحيان، ولم يكن باستطاعتي غض الطرف عما يحدث في بيتي مع عائلتي. عندما كنت أعود إلى المنزل، كنت أبقى في غرفةٍ منفصلة وأستخدم حمامًا منفصلًا على سبيل الاحتياط. وواصلت الدعاء قدر الإمكان”.
وإدراكا لمدى أهمية نشر الوعي بين أفراد المجتمع وتثقيفهم حول المرض، عملت زينب وقتاً إضافياً في الأماكن العامة حيث ذهبت لمراكز التسوق والمكاتب لاطلاع الناس على سبل الوقاية من فايروس كوفيد-19، كما ذهبت أيضًا إلى مخيمات البناء لتعزيز التوعية بسبل تفادي الإصابة. وأدى تفانيها الشديد في أداء عملها لتلقيها خطابات شكر وتقدر من قادة الدولة ولتكريم مكتب فخر الوطن لها، في إطار سعى المكتب لدعم الأبطال في خط الدفاع الأول مثل زينب وإظهار تقدير المجتمع لهم.
وحول التكريم تقول زينب: ” لقد تأثرت كثيرًا لقيام هذه الشخصيات المرموقة والمهمة بتقدير مساهمتنا. فأنا مجرد ممرضة رغبت بمساعدة الناس، لكنهم قدروا عملي. وأفتخر بتمكني من تحقيق آمال والدي، إن مساعدة المرضى على التعافي تبعث بالمرء شعورًا جميلًا لا تصفه الكلمات. تشعر بأنك مسؤولٌ عن هؤلاء الناس”.
لمحة عن مكتب فخر الوطن:
تأسس مكتب “فخر الوطن” في يوليو 2020 بموجب مرسوم اتحادي وبرئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ويعنى بتقديم التقدير الواجب للعاملين في الخطوط الأمامية والاعتزاز والفخر بهم ومتابعة ودعم احتياجاتهم.
وتركز المهام الاستراتيجية للمكتب، خلال الفترة الحالية وعلى المدى البعيد، على متابعة شؤون العاملين في خط الدفاع الأول، وتأمين حلول تهتم بأولوياتهم وتلبي تطلعاتهم، سواء كانوا يعملون في المنشآت الطبية أو في مجال الوقاية والحماية وتزويد الخدمات الأساسية.
ويقوم “فخر الوطن” بتنفيذ مهامه بالتنسيق مع الهيئات والمنظمات الحكومية، وشركات القطاعين العام والخاص، وكافة الجهات المعنية وأفراد المجتمع في جميع أنحاء الإمارات، وتقديم مجموعة واسعة من المبادرات والبرامج الخاصة التي تدعم بشكل مباشر العاملين في الخطوط الأمامية.
وأنشأ مكتب “فخر الوطن” قاعدة بيانات شاملة ومتكاملة تضم أكثر من 80 ألف شخص من العاملين في خط الدفاع الأول لحماية وسلامة مواطني الدولة ومقيميها على نحو فعال في مكافحة جائحة كوفيد-19، حيث يعتبر هذا السجل الجديد إنجازا هاماً يساهم في رعاية ودعم أولئك الذين وضعوا أنفسهم في الخطوط الأمامية في أوقات الطوارئ والأزمات، للمحافظة على صحة وسلامة مجتمع دولة الإمارات.
وأنشأت قاعدة البيانات من قبل مكتب “فخر الوطن” بناءً على معطيات تم جمعها عن الأبطال والعاملين في الخطوط الأمامية من جميع الجهات الحكومية المشاركة في التصدي للجائحة، وذلك على المستوى الاتحادي والمحلي، وكذلك من جميع الكيانات الرسمية المنضوية تحت مظلة الهيئة الوطنية لإدارة الأزمات والطوارئ والكوارث ومن كافة المنشآت الطبية المرخصة في الدولة، بحيث تغطي قاعدة البيانات بشكل مفصل ومتكامل كافة العاملين من مواطني الدولة والمقيمين في الخطوط الأمامية لخدمة الدولة، بما في ذلك موظفي القطاعات الطبية وغير الطبية التي تشمل جميع العاملين في منشآت القطاع الصحي مثل الأطباء والممرضين والصيادلة وطواقم التنظيف والخدمة، بالإضافة إلى خدمات الحماية والوقاية التي تشمل فرق إدارة الأزمات وخدمات الأمن والطوارئ والتعقيم والمتطوعين.