من خلال تخصيص يوم كامل للتعليم ضمن فعاليات المؤتمر، يجمع الحدث أهم الجامعات والأكاديميات في المنطقة لتوعية الطلاب بالفرص المهنية البحرية، والوظائف الداعمة له في قطاع الشحن والخدمات اللوجستية، من أجل المساهمة في مبادرة «تخيّل مستقبل دولة الإمارات 2071»، لإشراك طلاب الجامعات في وضع الأفكار والمقترحات لتصميم مستقبل دولتهم ومجتمعهم
ضمن رؤيته لدعم الاقتصاد البحري بشكل عام، يركز مؤتمر ومعرض «بريك بلك الشرق الأوسط 2021»، الذي يقام تحت رعاية وزارة الطاقة والبنية التحتية، وبدعم من موانئ دبي العالمية – إقليم الإمارات، الميناء المضيف للحدث، على أهمية الشراكة بين القطاع الأكاديمي وجميع الجهات المعنية بالصناعة البحرية، لاسيما على صعيد توفير الكفاءات المهنية والخريجين الذين يزداد عليهم الطلب بشكل كبير، لاسيما في دول المنطقة، التي بدأت تنظر إلى الاقتصاد الملاحي بمزيد من الاهتمام، باعتباره أحد أهم دعائم الاقتصاد المستقبلي المستدام.
ويساهم الحدث، الذي يستمر من 9 إلى 10 فبراير 2021، لمدة يومين، بتوعية الطلاب حول صناعة الشحن البحري والمشاريع اللوجستية؛ حيث ستجمعهم مبادرة “يوم التعليم” في بريك بلك الشرق الأوسط مع أبرز قادة صناعة الشحن البحري والمشاريع اللوجستية محليًا وعالميًا، إلى جانب المؤسسات التعليمية الرائدة في المنطقة، لرفع الوعي بالفرص الوظيفية المتاحة في هذه الصناعة. كما سيسلط الحدث الضوء أيضًا على سير العمليات في الصناعة البحرية المتطورة، ويقدم رؤى حول العمليات التجارية فيها. ليتمكن الطلاب الذين يتطلعون إلى استكشاف الفرص من التعلم من الأسماء الرائدة من خلال النصائح المهنية التي سيقدمونها
الشراكة مع الصناعة
عقدت بريك بلك الشرق الأوسط 2021 شراكات مع العديد من الجامعات الرائدة، بما في ذلك كلية النقل الدولي واللوجستيات في الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، في المقر الرئيس في الإسكندرية، وفرع الأكاديمية في الشارقة، وكليات التقنية العليا في أبوظبي، وأكاديمية أبوظبي البحرية، والأكاديمية الأردنية للدراسات البحرية، وجامعة ميدل سيكس.
وقال الدكتور الربان أحمد يوسف، نائب عميد كلية النقل البحري والتكنولوجيا لدى الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري في فرع الشارقة: “نعتبر شركاتنا مع مؤتمر ومعرض بريك بلك الشرق الأوسط في يوم التعليم نقطة انطلاق لتوظيف القدرات الهائلة التي نمتلكها في كافة فروعنا في الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، لاسيما في المقر الرئيس في الإسكندرية، وغيره من الفروع، لبناء شراكات مع الصناعة البحرية والشركات التي تحتاج إلى إجراء الدراسات الاقتصادية والبحرية لتطوير مشاريعها، وتزداد أهمية هذا الدور في ظل التحديات الكبرى التي تواجهها الصناعة على إثر جائحة كوفيد-19، والتي أحدثت تقلبات وتغيرات كبرى في الصناعة البحرية، تستدعي القيام بالأبحاث العلمية والدراسات الأكاديمية للوصول إلى أفضل الممارسات والحلول للمحافظة على استدامة القطاع وتعزيز تحوله الرقمي.”
وتحتل دولة الإمارات العربي المتحدة مرتبة الصدارة في العديد من المؤشرات الملاحية الدولية، فهي الأولى عربيًا والرابعة عالميًا في مؤشر جودة الموانئ، ووفقًا للهيئة الاتحادية للتنافسية والإحصاء، بلغ الناتج الإجمالي عام 2018 لقطاع الخدمات اللوجستية 219 مليار درهم إماراتي، ومن المتوقع أن يساهم القطاع بنسبة 8٪ في اقتصاد الإمارات بحلول عام 2021، ويعتبر الاقتصاد البحري جزءًا رئيسًا في هذه الخدمات، من أجل ذلك تتضمن الخطة الاستراتيجية لدولة الإمارات تركيزًا كبيرًا على القطاع البحري؛ لذا، فإن تحفيز الطلاب على المساهمة في صياغة وتصميم الأفكار والتصورات المستقبلية في القطاع البحري ضمن استراتيجية 2071، يعد أمرًا أساسًا لبناء اقتصاد مستدام للأجيال القادمة.
من جهته قال سعود زنبركج، أخصائي الملاحة والمحاضر في كليات التقنية العليا في أبوظبي: “تمثل مشاركتنا في يوم التعليم في مؤتمر ومعرض بريك بلك الشرق الأوسط فرصة مثالية لنا لتعريف طلابنا في كافة التخصصات المتنوعة التي ندرسها بفرصهم المتاحة في الاقتصاد البحري، وتمثل كلياتنا خزانًا رئيسًا للكوادر المواطنة الشابة التي سنحرص على توعيتها بأهمية دخول قطاع المهن البحرية، واستلام زمام المبادرة في هذا المجال الذي يمثل أولوية لأمن الإمارات الاقتصادي والمائي.”
وأضاف الدكتور سيدوين فرنانديز، نائب المستشار ومدير جامعة ميدلسكس دبي، بقوله: “على الرغم من أننا في جامعة ميدلسكس لا نقدم تخصصات في مجال الشحن البحري والملاحة، إلا أننا معنيون بشكل كبير بمشاركة طلابنا وخريجينا المؤهلين تأهيلًا عاليًا في الوظائف الرديفة للقطاع البحري، والذي يحتاج إلى خبراء في التخصصات المالية والإدارية والتسويقية، ومجالات أخرى عديدة تعد من ضمن التخصصات الموجودة لدينا، ونعتبر أن مشاركتنا في يوم التعليم ضمن مؤتمر ومعرض بريك بلك الشرق الأوسط فرصة هامة بالنسبة لطلابنا كي يتعرفوا على الفرص الموجودة في القطاعات الاقتصادية المتخصصة والصناعات النوعية التي تمثل دعائم لاقتصاد المستقبل في دولة الإمارات في مرحلة ما بعد النفط.”
كما أفاد الدكتور مصطفى مساد، رئيس الأكاديمية الأردنية للدراسات البحرية: “يحتل القطاع البحري أهمية كبرى لدول المنطقة، وتضع كافة الحكومات في أولويتها دعم قطاع التعليم البحري لرفد هذه الصناعة بالكوادر الوطنية المؤهلة وفي كافة التخصصات الملاحية والعلمية الأخرى، فلا يمكن لنا أن نضمن استدامة اقتصادنا وتحقيق التنمية والازدهار لأجيالنا القادمة، من دون أن يقود أبناؤها هذا القطاع الحيوي ويتمكنوا من تشغيل كافة عملياته الحيوية بالكامل، لهذا السبب ندعم مؤتمر ومعرض بريك بلك الشرق الأوسط في مبادرة يوم التعليم لأنه يخدم الرؤية الاستراتيجية لجميع الدول المشاركة في هذا الصدد.”
صناعة القادة
حول مبادرة يوم التعليم أوضح بن بلامير، مدير الفعاليات في بريك بلك الشرق الأوسط: “لقد أطلقنا يوم التعليم للمرة الأولى كمبادرة مجتمعية نوعية في العام الماضي، وشكلت تفاعل الطلاب والمشاركين الذين ضموا عددًا كبيرًا من القيادات والرموز البحرية مفاجأة لنا، ولمسنا مدى أهمية التركيز على هذا الجانب في فعاليتنا، لأن قطاع شحن البضائع السائبة بشكل عام وقطاع الشحن البحري يعاني بشكل مزمن من نقص الكفاءات النوعية وندرة الكوادر البشرية الشابة، لاسيما في هذه المنطقة، ومع الطلب المتزايد على كفاءات بحرية قادرة على التعامل مع التقنيات الجديدة التي بدأت تنتشر في القطاع البحري، لاسيما أنظمة الأتمتة والتحكم عن بعد، والتحول الرقمي الذي تصاعد الاهتمام به بشكل كبير بسبب الجائحة.”
وأضاف بلامير: “من أجل ذلك أطلقنا النسخة الثانية من يوم التعليم في دورتنا الحالية لعام 2021، وكي نساعد في تكريس مساهمة طلاب القطاع البحري في مبادرة «تخيّل مستقبل دولة الإمارات 2071»، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن رائد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، ونظرًا لما حققناه من نجاح بدأت النسخ الأخرى من مؤتمرنا في الأقاليم العالمية الأخرى بدراسة تجربتنا والعمل على الاستفادة منها لتطبيقها بعد استعادة النشاط الطبيعي بانحسار آثار الجائحة الذي من المتوقع أن يبدأ في العام 2021، ونحن فخورون بزيادة عدد الجامعات المشاركة وانضمام الفرع الرئيس للأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، وجامعة ميدل سكس المرموقة، لفعاليتنا، ونعد المشاركين من الطلاب والشركات بأن لا تقل فعاليات هذا اليوم في مستوى التشويق والإثارة عما قدمناه في العام الماضي.”
من جهتها قالت ليزلي ميريديث، مديرة التسويق في بريك بلك للفعاليات والإعلام: “أدركنا في مؤتمر ومعرض بريك بلك الشرق الأوسط مبكرًا أننا لن نستمر في التطور والنجاح إذا حصرنا أجندتنا على الأمور التجارية، وأهملنا الجانب المجتمعي من اعتباراتنا، من أجل ذلك، عززنا فعاليتنا بجرعة كبيرة من المبادرات النافعة التي يدوم أثرها حتى بعد انقضاء الفعالية وانتهاء الاجتماعات الجلسات الحوارية، ومن بين العديد من المبادرات التي أطلقناها يحتل يوم التعليم خصوصية مميزة، بسبب الأثر الكبير الذي يتركه على الطلاب، والذي عبر لنا العديد منهم عن تغير منظوره للقطاع البحري بشكل كامل على إثر مشاركته في الحدث، والتواصل مع الخبراء من قادة الصناعة، والتعرف عن قرب على الفرص والتخصصات التي تحتاج إليها الصناعة في المستقبل، وهذا بالنسبة لنا هو أثمن ما يمكن أن نحصل عليه، عبر بناء الإنسان، وتمكين الشباب من الطموح والحلم بمستقبل أفضل.”
وعبر المبادرات الرائدة، يأمل القائمون على مؤتمر ومعرض بريك بلك الشرق الأوسط، بفتح المجال أمام مرحلة جديدة من التطور في الصناعة، بمساعدة جيل من المواهب الشابة التي ستعمل بلا كلل لصالح الدولة والمنطقة.
نبذة عن معارض بريك بلك التابعة لمجموعة هايف (آي.تي.إي سابقاً)
تعقد معارض بريك بلك في أربعة أماكن مختلفة حول العالم وهي إحدى المعرض الرائدة المتخصصة في كل منطقة. كما يعد معرض بريك بلك الشرق الأوسط أحد المنصات التفاعلية الفريدة المختصة في قطاع اللوجستيات الذي يجمع رواد القطاع العام والخاص معاً. كما يقدم معرض بريك بلك الشرق الأوسط مؤتمراً ينعقد لمدة يومين يناقش الموضوعات الرئيسة والتي يجب على المتخصصين في قطاع نقل البضائع السائبة معرفتها لاغتنام الفرص وبناء خطط لمشاريع فعالة. كما يقدم المؤتمر بقيادة أبرز اللاعبين في المنطقة، فرصاً لمناقشة هذه المواضيع وجهاً لوجه وبعمق. وبدعم فعال من رواد الصناعة الإقليميين، فإن بريك بلك الشرق الأوسط هو المكان الأنسب لضمان تواصل فعال بين شركات الخدمات اللوجستية والنقل ووكلاء الشحن وملاك السفن.