for Ladies in Dubai - Dubai Iconic Lady

محترفو التصوير الحائزين على الجوائز لدى “كانون” يصورون لحظاتهم الرمضانية خلال هذه الفترة الصعبة

دبي، الإمارات العربية المتحدة، 19 مايو 2020: حل شهر رمضان المبارك في يوم 23 أبريل الماضي، وبدأ المسلمون حول العالم الاحتفال بأيامه المباركة في خضم ظروف استثنائية هذا العام، مع تفشي وباء “كوفيد-19”. لذلك بدأ الصائمون بإيجاد طرق مبتكرة للتواصل مع أفراد أسرهم وأصدقائهم والاستمتاع معاً بالعادات والتقاليد الرمضانية، بدءاً بالاحتفالات المباشرة عبر الإنترنت إلى مكالمات الفيديو الجماعية ومآدب الإفطار الافتراضية.

Advertisements

ولتصوير هذه اللحظات المباركة خلال فترة الإغلاق التام، تعاونت “كانون” مع سفير كانون الأردني والحائز على جائزتي بوليتزر، محمد محيسن والمصورة المحترفة ريم فلكناز والمتواجدة في دبي اللذان شاركا في برنامج تصوير وثائقي عربي، لتوثيق تجاربهما الشخصية بممارسة الطقوس الرمضانية خلال هذه الفترة العصيبة، عبر تسخير القوّة الكاملة للتصوير الفوتوغرافي.

وتقدم الصور المميزة التي يلتقطها هؤلاء المصورون المحترفون لمحة حول ما فرضته الظروف الراهنة المتمثلة في تفشي الوباء من حتمية تغيير أساليب الاحتفالات الرمضانية حول العالم، ومنحت أفراد المجتمع فرصة استثنائية للتأمل والتفكير العميق والتماهي مع ذواتهم.

وبدءاً من إعادة التواصل مع الجمال المحيط بهم ونشر صوره إلى إظهار اجتماع الأصدقاء والعائلات في أوقات الصلاة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يوثق محمد وريم اللحظات المميزة على بساطتها والتي أمضوها خلال فترات التأمل والصفاء.

وتعليقاً على ذلك، يقول محمد محيسن: “شهر رمضان المبارك مناسبة سنوية للتعبد والتعاطف مع الفقراء والمساكين والشعور بمعاناتهم، إضافة إلى التحلي  بالصبر وإظهار اللطف والتخلص من العادات السيئة. كما يمثل الشهر الفضيل مناسبة للاجتماعات العائلية ومشاركة المجتمع. إلا أن شهر رمضان هذا العام مختلف تماماً عما اعتدنا عليه، فقد أجبر تفشي فيروس ’كورونا‘ معظم دول العالم على تطبيق إغلاق كامل والدعوة للالتزام بمعايير التباعد الاجتماعي، فأصب الاحتفال بشهر الخير مقتصراً على المنازل”.محترفو التصوير الحائزين على الجوائز لدى “كانون” يصورون لحظاتهم الرمضانية خلال هذه الفترة الصعبة

ويتابع: “عندما بدأ الإغلاق الكامل في اليونان، كنت أتجول في الحي الذي أقطن فيه، لأستكشف الجمال المحيط. وكان لهذا التجوال أثر كبير في الحفاظ على إيجابيتي، إذ لم أحظى بفرصة القيام بذلك سابقاً، بما أنني كثير التنقل بصحبة كاميرتي لالتقاط الصور في مختلف الأماكن”.

ويواصل حديثه: “خلال شهر رمضان هذا العام، أحاول التمعن أكثر فيما يحيط بي، حيث يسود الهدوء في كل مكان وبالكاد أرى أي حركة بين الفينة والأخرى. لقد أصبح هذا التل الواقع خلف منزلي مباشرة في ضواحي أثينا وجهة مفضلة لجولات المشي في الحي”.

وفي منزلها بصحبة والدتها ومدبرة المنزل، تتحدث ريم فلكناز حول كل جديد في الطقوس الرمضانية هذا العام واختلافها عن أي شيء اعتادت عليه في حياتها، بقولها: “اعتاد جميع أفراد الأسرة التجمع سوياً في بيت العائلة، وهو منزل جدتي، لتناول وجبة الإفطار كل يوم. فالمشهد الرمضاني الاعتيادي المحفور في الذاكرة هو جمع كبير يضم أعمامي وعماتي وزوجاتهم وأزواجهم وأولادهم ومدبرات منازلهم، تحت سقف واحد يتناولون وجبة الإفطار. وفي أيام الذروة مع حضور الجميع دون استثناء، يصل عددنا لما يقارب 30 فرداً. لكن مع تفشي وباء ’كوفيد-19‘ بات رمضان هذا العام أول شهر فضيل نقضيه أنا ووالدتي بمفردنا في المنزل، بعيداً عن العائلة”.

وتواصل ريم حديثها: “رُزق أخي بابنه الثاني في شهر فبراير وأسماه عمر. ولسوء الحظ، ولد عمر يعاني من مشكلة في القلب تتطلب رعاية صحية دائمة، ومنذ نحو ثلاثة شهور لم نمكث معه في نفس الغرفة أبداً حفاظاً على معايير التباعد الجسدي الضرورية لحالته. إلا أننا حددنا موعداً يومياً لرؤيته عبر هذه النافذة”.

وتتابع حديثها: “أمي امرأة مؤمنة، تحفظ القرآن عن ظهر قلبها. لذلك أراها تقضي معظم ساعات يومها في تلاوة آيات القرآن المباركة وتفسيرها مع أصدقائها عبر تطبيق واتساب (وقد اعتادت تقديم جلسة أسبوعية في أحد المراكز الدينية، إلا أن تفشي الوباء حال دون ذلك).

واستجابة لهذه الصور الملهمة، تتحدث الصحفية والمعلقة على المسائل الاجتماعية سمية الظاهر، حول أهمية التحلي بالصبر والإيجابية في المجتمع الإسلامي عموماً وممارسة الطقوس والعادات الرمضانية بمسؤولية خلال هذه الأوقات، وتقول: :يبدو أن رمضان هذا العام مختلف تماماً عما اعتدنا عليه طيلة حياتنا. فالإغلاق وممارسات التباعد هي أسباب هذا الاختلاف، لذلك تغيب الأمسيات العائلية المتأخرة حتى وقت السحور، وزيارة الأصدقاء وصلاة الجماعة في المساجد. لكنه بالتأكيد لا يفتقد خصوصيته وتفرده عن أشهر العام. فلا يزال شهر الأيام المباركة والتسامح واللطف واللحظات الغالية على قلوب المسلمين، والتي بدت جلية في الصور الرائعة التي التقطها كل من محمد وريم.

بالنسبة للمسلمين، يُظهر هذا الإغلاق الجوهر الحقيقي لهذا الشهر المقدس في العقيدة الإسلامية: إنه شهر العبادة والتقرب من الله عزّ وجل. لقد حصلنا الآن، أكثر من أي وقت مضى، على فرصة لفهم معنى الامتنان. يجب أن نكون ممتنين لوجود من نحب في حياتنا، لتلقي الحب والدعم اللامحدود كوننا قادرين على أداء صلواتنا وأكثر من ذلك بكثير. إن شهر رمضان في زمن الإغلاق يعزز تقديرنا للنعم التي نتمتع بها”.

وخلال الفترات التي يسودها الغموض، يمتلك التصوير القوة لتوحيد أفراد المجتمعات حول العالم وتعزيز تواصلهم، ويستقطب الأفراد لالتقاط الصور والاحتفاء بتجاربهم الفردية خلال تفشي الوباء. إن هذه الصور المؤثرة التي التقطها كل من محمد وريم، بالتعاون مع كانون، هي نافذة على منازلهم أثناء فترة الإغلاق، مما يتيح للمجتمعات مشاركة ممارساتهم الرمضانية مع الذين يحتفلون بشهر الخير وحدهم في عزلة تامة حول العالم.

وقال لوكا روكو الذي يساعد “كانون” على تصميم المبادرات الاستراتيجية حول التصوير: “تؤمن ’كانون‘ بقوة التصوير لأهداف التعليم وإثراء الثقافة والاحتفاء بها. وفي هذه الأوقات، يتيح للناس التواصل مع بعضهم من خلال تقديم لمحة عن عوالمهم التي يعيشونها. فالإبداع واضح في هذا المشروع، وهو طريقة رائعة لإحياء الذكريات في هذا الوقت الاستثنائي من التاريخ المعاصر. ويبدو ذلك جلياً من خلال عدسات الذين يحتفلون بشهر رمضان المبارك”.